JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

ايلون ماسك - اغنى رجل في العالم ( الجزء الثاني)

 ايلون ماسك "The Real Life Iron Man"

يروي الممثل المشهور والمحبوب جدا الامريكي روبرت داوني جونيور، انه حتى يتمكن من تقمص شخصية البليونير وعبقري التكنلوجيا،توني ستارك، في فيلم مارفل الأول "Iron Man" في عام 2008،استعان بايلون ماسك، وزاره في مكتبه الخاص، حتى يأخذ شيئا من طباعه، وأجواء عمله، الشبيهة جدا بشخصية الفيلم، طبعا وكما هو معروف الفيلم نجح نجاحا باهرا، وحقق ارباح بملايين الدولارات، وانتشرت معه صورة ايلون ماسك، العبقري المجنون، او كما عرف بعدها ب" آيرون مان الحقيقي".
بالعودة إلى قصتنا، التي كنا قد بدأناها في المقال السابق، وتحدثنا فيها عن البدايات، وقصة الصعود الرائعة، والتي بدأت بمشروع رأس ماله ليس بالكثير استلفه ايلون من والده، الى شركة بقيمة المليار والنصف دولار،كان نصيب ايلون منها 180 مليون دولار، مبلغ كبير جدا بالنسبة لأي شخص في هذا العالم، ولكنه صغير جدا امام احلام وطموحات ايلون، التي لامست بعلوها السماء، وصلت به الى تأسيس شركة صواريخ هي الاولى من نوعها، وشركة سيارات تعتبر الأكبر في عالم السيارات الكهربائية، والخامسة كأكثر الشركات نجاحا في عام 2021، والتي جعلته الرجل الأغنى في العالم.

بدايات SpacEX ، والقصة الكاملة لأعظم إنجازات ايلون ماسك؛

بعد أن اتم ايلون عامه الثلاثين، عام 2001، بدأ يفكر بمشروعه القادم، والذي سيكون متعلقا بالفضاء،حيث تعرف على ما يسمى بال" mars society"، او مجتمع المريخ، والتي كانت تخطط الى إرسال مجموعة فئران الى مدار حول الأرض، ودراسة كيف ستتجاوب اجسامهم في ظل إنعدام الجاذبية، غالبا، وبسبب تبرعاته الكريمة، إستطاع ايلون الإنضمام إلى المجموعة بسهولة، ما سمح له للتعرف على أشخاص مهتمه بالفضاء هي الأخرى، و ساعده على تعلم كل ما يخص صناعات الفضاء بشكل عام،مع ذلك، رأى ايلون، أن هدف دوران الفئران حول الأرض هو بسيط جدا، ولن يؤثر بشكل مجزي على البشر، فقد كان هدف ايلون أكبر من ذلك، وغايته العظمى هي إعادة أهتمام البشر بالسفر إلى الفضاء مرة أخرى، في زمن كان فيه السفر إلى الفضاء يلهم الملايين، فاستقال من مجتمع المريخ،وأسس شركة بأسم" Life to Mars Foundation"،هدفها كان عمل واحة على كوكب المريخ، بواسطة روبوت يوضع على صاروخ، ليزرع البذور على المريخ، وتتم تسجيل فترة نموها، فكرة جديدة، ومجنونة كالعادة، التحدي كان من إين نأتي بصاروخ ليؤدي هذه الرحلة الشاقة، وبتكلفة قليلة، وفي شهر إكتوبر من عام 2001، الوجهة كانت، روسيا، صاروخ I-CBM، من بقايا ترسانة الإتحاد السوفييتي، صاروخ عابر للقارات بعيد المدى، ممكن أن يؤدي هذه الرحلة، المشكلة تكمن في أن الروس لم يأخذو ايلون على محمل الجدية إطلاقا، حتى أنهم حاولوا بيعه الصاروخ بأغلى من ثمنه الحقيقي، لتكون رحلة فاشلة إلى روسيا، ويكون المشروع عندها قد إنتهى قبل حتى أن يبدأ.
صاروخ I-CBM العابر للقارات
ايلون ماسك،وفريق عمله، عائدون إلى بلادهم خائبي الظن، و بلا أي إنجاز، وفجأة يلتفت ايلون إليهم، وعلى شاشة حاسوبه المحمول، شرح مفصل وكامل لكافة أجزاء الصاروخ، حاسبا بالتفصيل،عدد القطع وتكلفة كل قطعة، وتكلفة تجميع وتجهيز وإطلاق الصاروخ، كل هذا كان قبل بيع paypal، ويقرر بعدها أنه سيأسس شركة صنع الصواريخ بطريقة حديثة وعصرية، وافضل التقنيات واقل التكاليف، وفي يوليو عام 2002، أسس ايلون شركة "Space Exploration Technologies" والمعروفة حاليا باسم "SpacEX".
بعد بيع شركته الأولى PayPal، ضخ ايلون مبلغ 100 مليون دولار في سبيس اكس، ضمن فيهم الحصة الأكبر من الأسهم، وأن رأيه سيظل الأول والأخير، قام ايلون بتصميم الشركة بحيث تكون مختلفة عن مثيلاتها من الشركات، فمكاتب المهندسين، كانت موزعة بالقرب من ورش التصنيع، والعمال، واستغنى بشكل كامل عن الموردين، وبدأ بتصنيع الأجزاء وقطع الغيار للصواريخ، وذلك طبعا، لتوفير الوقت والمجهود، والتكلفة، ولسهولة التعديل على أي قطعة عند الحاجة.
وفي نفس العام 2002، وزارة الدفاع الأميريكية، وبأعتبارها الزبون الأول للشركة، تريد إطلاق قمر صناعي صغير الحجم اسمه "Tacsat-1"،لتبدأ الأستعدادات عندها، للطلب الأول في تاريخ الشركة، ويتم تحديد عام 2004 موعد الأطلاق الصاروخ الأول Falcon 1، على جزيرة كواغ العسكرية، إلا أن الموعد تأجل إلى عام 2005، وفي شهر نوفمبر، وعند إجراء اختبارات ما قبل الإطلاق، أكتشف المهندسين وجود عطل في الصاروخ، ليتم التأجيل الي شهر ديسمبر، ومرة اخرى وبسبب احوال الطقس السيئة والرياح الشديدة، تأجل الإطلاق، وفي شهر مارس عام 2006، وعند محاولة الإطلاق الثالثة،ينجح الصاروخ في الأقلاع، ولكن بعد 25 ثانية فقط، أخذ الصاروخ يميل ونخرف عن مساره حتى انفجر في السماء، والقمر الصناعي الخاص بوزارة الدفاع وقع على الأرض وتحطم بالكامل.
عم الإحباط وبشكل كامل بين افراد طاقم المهندسين، فبعد كل التعب على مدار اربع سنوات، ينتهي الموضوع بهذا الشكل، لكن ايلون قرر انه لن يستسلم، وشجع فريقه، من مهندسين وعمال،  للعمل على محاولة جديدة، وبالفعل، وتحديدا في مارس 2007، كان الموعد، إنطلق الصاروخ، وبدأ يبتعد أكثر وأكثر،لمدة ثلاث دقائق، بدأت عملية الإنفصال الأولى، وعملية الإشتعال الثانية، ولكن بشكل غير متوقع بدأ الصاروخ يدور بشكل سريع حول نفسه، وفي لحظة سحب المحرك للوقود، سحب الهواء، إلى أن انفجر مرة أخرى، ولكن هذه المرة بسبب بسيط كان كفيل بتدمير الصاروخ، وفشل المحاولة الرابعة، ولم يتبقى من الأموال، والمعنويات، والتعب والمجهود، تكفي، إلا لمحاولة أخيرة.( الفيديو يوثق لحظة اهتزاز ودوران الصاروخ حتى الإنفجار في المحاولة الثانية).
تجارب الإطلاق الأولى، والتي فشلت جميعها، كلفت سبيس اكس خسائر بقيمة 100 مليون دولار، والمحاولة القادمة هي الأخيرة، والتي في حال لم تنجح، ستكون السطر الأخير في حياة الشركة، والنهاية بالنسبة لايلون ماسك، وتحديدا في 28 سبتمبر 2008، وبعد طول إنتظار، وفي ظل أجواء مشحونة،مرعبة،ومتوترة، كان موعد الإطلاق الأخير، الصاروخ Falcon 1 لم يكن محملا بالقمر الصناعي هذه المرة، لتقليل الخسائر، وبعد الاستعداد، وإجراء اختبارات ما قبل الإطلاق، الجميع في حالة تأهب للحظة الحاسمة، ينطلق الصاروخ، وبعد أقل من ثلاث دقائق، تنفصل الإجزاء الثانوية، ويستمر الصاروخ بالإرتفاع، حتى وصل الى مداره حول الأرض، وتنجح عملية الإطلاق الخامسة، ليدخل التاريخ، ويصبح Falcon 1 أول صاروخ من أنتاج شركة خاصة يصل إلى الفضاء. بعد تأخير عن الموعد الأول بأربعة أعوام،وخسائر كلفت ايلون ثروته كلها.(في الفيديو لحظة وصول Falcon 1 الى مداره بنجاح في عام 2008).
بعد هذا الإنجاز العظيم، إنهالت العقود والطلبات على SpaceX، من جميع انحاء العالم، ومن جهات حكومية وغير حكومية، وبدأت الشركة بتعويض الخسائر، وتحقيق الأرباح، التي ستمكن ايلون من البدء في المشروع القادم، و وفقًا لتقرير Business Insider، تجاوز تقييم السوق لهذه الشركة الجديدة ال100 مليار دولار، وأصبحت الأولى في التاريخ، تطلق صاروخ ويؤدي مهمته، يعود إلى الأرض، ثم ينطلق إلى الفضاء للمرة ثانية، ويقول ايلون بعد هذا الإنجاز “هناك إمكانية لتحقيق خفض بأكثر من مئة ضعف في تكاليف الوصول إلى الفضاء. إذا تمكنا من تحقيق ذلك فإن هذا يعني أن البشرية قد تصبح حضارة لارتياد الفضاء ويكون لها مكان هناك بين النجوم. هذا ما نريده للمستقبل.”
بالتأكيد، أن قصة ايلون ماسك، والتي لم تنتهي بعد،تستحق الإعجاب، فهي مثال حي على أن المثابرة والتفاؤل والأستمرار، هي مفاتيح اذا اجتمعت عند أي شخص في هذا العالم، ستفتح له، آفاق جديدة، و تيسر له بعد الله طرق مبهرة، لم يكن ليعلم عنها شيء،التتمة أن شاءالله في المقالة القادمة، لاتنسى المتابعة والنشر صديقي القارئ حتى نستمر في تقديم الأفضل دائما.
عائلة صواريخ فالكون وتطورها


الاسمبريد إلكترونيرسالة