الجزء الأخير من قصة نجاح البليونير Elon Musk;
تكلمنا عن قصة صعود ايلون ماسك، بدءا برمحلة الطفولة والشباب والدراسة الجامعية، ثم التخرج والعمل على مشاريع بأفكار مجنونة وإبداعية، وصولا إلى تأسيس أول شركة صواريخ خاصة في التاريخ، نكمل في هذا الفصل الثالث والأخير، حياة الرجل الأغنى في العالم، والتي مازالت على نفس المستوى من التشويق والحماس، والمليئة بالإنجازات العظيمة، وأهداف ليس لها حدود، لشخص استطاع أن يفعل المستحيل، ويصنع التاريخ، دعونا لا نطل الحديث أكثر، ولتكن البداية مع الإستثمار الأنجح على مر العصور، شركة Tesla motors التي تربعت وبجدارة، على عرش أفضل شركة سيارات كهربائية في العالم.
بدايات Tesla motors، وقصة نجاح أقوى شركة سيارات في العالم؛
في 1 يونيو 2003، وبينما كان ايلون ماسك مشغولا في عالم الصواريخ، إتفق، الشريكين، والمؤسسين، مارتن ابرهارد ومارك تاربنينغ، على تأسيس شركة سيارات كهربائية، يستطيعوا من خلالها القضاء على إدمان وهيمنة أميركا للبترول، وصنع سيارات كهربائية صديقة للبيئة، وآمنة وخفيفة، وذات كفاءة عالية، ونسبة للعالم "Nikola Tesla" يقررا تسمية الشركة بالأسم "Tesla".غلى الرغم من أن السيارات الكبيرة كانت لها شعبيتها، وخاصة في أمريكا، إلا أن البداية كانت بصنع سيارة صغيرة الحجم وخفيفة، حتى تستطيع البطاريات تحريكها من جهة، ومن جهة أخرى، فأن معظم الناس التي تشتري سيارات حديثة الصنع ومتطورة، يكون دخلهم المادي عالي، فقرروا صنع سيارة غالية، على أمل الوصول إلى عالم ال Luxury cars market او سيارات الرفاهية، السوق الذي يصل حجمه إلى 3 مليارات سنويا، وقال مارتن إيبرهارد إنه يريد إنشاء "شركة تصنيع سيارات تكنولوجية" تتمتع بتقنيات أساسية مثل "البطارية، وبرامج الكمبيوتر، والمحرك الخاص".
أنبهر المستثمرين بمواصفات السيارة حديثة الولادة، فقد وصلت سرعتها من 0 الى 100 ك/س، في حوالي 4.9 ثانية، وهذه السرعة في زمانها، كانت اسرع من سيارات رياضية بالبنزين، فأصبحت السيارة ذات طابع رياضي وعصري، وطابع وعي بيئي، وهو ما يعطي ملاك سيارة كهذه دلالة على الرفاهية والتطور،
ولكن ومع كل هذا، إلا أنه كان يعد الإستثمار في شركة سيارات جديدة، مجازفة كبيرة، ومخاطرة قد تكون فيها نسبة الفشل والخسارة أكبر من نسبة النجاح، خاصة عندما تعلم أن آخر إستثمار ناجح في عالم السيارات، كانت شركة CHRYSLER في عام 1925، لذلك واجهت الشركة صعوبات في العثور على مستثمرين، وأموال لصنع النموذج الأول، الذي كان سيكلف 7 مليون دولار، أنضم "إيان رايت" إلى تسلا بعدَ أشهر من تأسيسها وهو الموظف الثالث فيها، وتمّكن الثلاثة في فبراير 2004 من جمع مبلغ وقدرة 7.5 مليون دولار أمريكيّ لتمويل المجمُوعة A، وساهم إيلون ماسك بمبلغ 6.5 مليون دولار، ليصبح رئيسًا لمجلس الإدارة، وصاحب النسبة الأكبر في الشركة و مارتن إيبرهارد الرئيس التنفيذي للشركة.
سيارة رودستر 2020 |
كُشف رسميًا عن نماذج أولية لسيارة تسلا الأولى رودستر للجمهور في 19 يوليو 2006 في سانتا مونيكا، كاليفورنيا، في حدثُ عقد في باركر هانغر، ولم يشارك فيهِ سوى 350 شخصًا، وبدأت تسلا إنتاج سيارة رودستر في 2007، كان سعر السيارة في البداية 90 الف دولار، مبلغ ليس بالقليل، إلا أن الشيكات بدأت بالإنهيال على الشركة، عشرات الناس، حجزت السيارة بكامل المبلغ قبل حتى أن يتم تصنيعها، بدأت الشركة بالفعل بالتصنيع والبيع وحققت نسبة أرباح لا بأس بها، إلا أن السيارة الرائعة، كانت مليئة بالأعطال، والمشاكل التقنية في السيارة، بالإضافة إلى المشاكل المادية، السيارة كان يتم بيعها بمبلغ 85 ألف دولار، ولكن تكلفة تصنيعها وتجميعها وصل ل 200 ألف دولار، كلها وأكثر، وضع الشركة تحت ضغوط مادية رهيبة، وتطوير السيارة سيكلف أكثر من 140 مليون دولار، الأمر الوحيد الذي كان يهدء من روع المستثمرين، هو ثقتهم العمياء بايلون ماسك.
تزامنت الظروف السيئة والصعبة كلها في وقت واحد، والتي كانت كلها على عاتق رجل واحد، فمن ناحية زواجه الأول من كريستين ماسك كان ينهار، وشركة سبيس اكس لم تنجح حتى في إطلاق صاروخ واحد إلى الفضاء، وتخسر ايلون في اليوم 100 ألف دولار، وبعد المشاكل المدمرة في سيارة تيسلا، والتي كانت حديث الأعلام والصحافة، حيث أنه وصلت عدد المقالات التي تقذف بالشركة وبايلون، وتحرض على ردعه، إلى 50 مقالة في واحد، لتكون عندها سنة 2008 هو العام الأسوء في حياة ايلون، وصولا الى يوم 28 من شهر سبتمبر ، نجحت سبيس اكس في إطلاق أول صاروخ إلى الفضاء في تاريخها، نجاح الشركة، وتحقيقها لهذا الأنجاز العظيم، كان بالنسبة لايلون كالعودة من الموت للحياة من جديد، ليحقق ارباح خيالية، وفي ليلة الكريسماس، وقبل ساعات من إعلان إفلاس شركة تيسلا، المستثمرين بما فيهم ايلون، ضخوا اكثر من 40 مليون دولار كإسثمارات، لتعود فيها الشركة إلى الحياة من جديد، وفي يناير 2010 تلقت تسلا قرضًا بقيمة 465 مليون دولار من وزارة الطاقة الأمريكية، وفي مايو 2010 اشترت مصنعاً في فريمونت، كاليفورنيا بقيمة 42 مليون دولار، عرف لاحقاً باسمِ مصنع تسلا، وأستخدمته لإنتاج الطراز إس.
كانت موديل اس سيدان تمثل طفرة في عالم السيارات، فقد كانت سرعتها تصل من 0 إلى 100 ك/س في 4.2 ثانية، كما أن السيارة تمشي لمسافة 450 كيلومتر في الشحنة الواحدة، كما أن السيارة متفوقة عن مثيلاتها من السيارات الكهربائية في فئة الرفاهية، من ناحية الراحة والتسارع والتخزين، بالإضافة إلى شكلها الجميل، وعلى الرغم من وزنها الخفيف إلا أنها حققت أعلى معدل للأمان والسلامة في التاريخ، كما يمكنك شحن السيارة، وبشكل مجاني، من أي محطة من المحطات التي كانت تبنيها الشركة على الطرق السريعة، كما أن تكلفة صيانة السيارة بالمقارنة مع سيارت الوقود، قليلة جدا، فمكوناتها الميكانيكية قليلة، ولا يوجد غيار زيت محرك، او زيت فرامل او أي قطع تبديل تقليدية كما في السيارات العادية، بالإضافة ألى أنه في سيارة تسلا، وصلت نسبة الطاقة الضاعة التي ينتجها المحرك، إلى 30 بالمئة فقط، بينما في السيارات العادية تصل نسبة الطاقة الضائعة إلى 70 بالمئة من الطاقة التي ينتجها المحرك.
سيارة تسلا اس سيدان "Tesla Model S" |
سيارة تسلا موديل X |
أطلقت تسلا سيارتها الفاخرة مودل اس سيدان في يونيو 2012، وطرحت أول سيارة رياضية متعددة الأغراض طراز إكس في سبتمبر 2015، حيثُ تمَّ تقديمها في بخمسة ركاب وستة ركاب و7 ركاب، وتعكس أبواب الركاب تصميمات "جناح الصقر" التي تفتح عموديًا، في سبتمبر 2016 تمَّ تصنيف الطراز إكس في النرويج بأنَّه "السيارة الكهربائيّة الأكثر مبيعًا"، وفي السابق كانَ الطراز إس هو السيارة الجديدة الأكثر مبيعًا أربع مرات، وفي أبريل 2015 كشفت الشركة النقاب عن حزم بطاريات صناعية، وخلال أسبوع واحد تلقت طلبات حجز بقيمة 800 مليون دولار.
في مارس 2020 بدأت تسلا في تسليم طراز واي كروس. وفي 10 يناير 2020 أصبحت تسلا صانع السيَّارات الأمريكيّ الأكثر قيمة على الإطلاق، برأسمال سوقي قدره 86 مليار دولار، وفي 10 يونيو 2020 تجاوزت القيمة السوقية لشركة تسلا شركات بي إم دبليو وDaimler وفولكس فاجن مجتمعة، وفي الشهر التالي وصلت تسلا إلى قيمة سوقية بلغت 206 مليار دولار، متجاوزةً تويوتا (202 مليار دولار) لتصبح صانع السيَّارات الأكثر قيمة في العالم من حيثُ القيمة السوقية، وفي 31 أغسطس 2020 تمَّ تقسيم أسهم تسلا بنسبة 5 مقابل 1 بعدَ الزيادة في القيمة.
تم الكشف عن "سايبر تراك" في 21 نوفمبر 2019، ومن المقرر إنتاجها في أواخر عام 2021، وفي 22 سبتمبر 2020 كشف ماسك عن ما يقرب من 600 ألف طلب لسايبر تراك مسبقًا، وقد أفتقر النموذج الأولي لسايبر تراك إلى ميزات مثل المرايا الجانبيّة ومساحات الزجاج الأمامي والمصابيح الأماميّة وأضواء الفرامل اللازمة لتكون قانونيَّة في الشوارع، وأعلن ماسك أنَّه سيكشف عن إعادة تصميم للشاحنة الإلكترونيَّة تقريبًا في ديسمبر 2022.
سيارة "Tesla Cybertruck" الجديدة |
NEURALINK نيورالينك، شركة إنسان المستقبل؛
تأسست الشركة في يوليو 2016، يقع مقر الشركة الرئيسي في سان فرانسيسكو، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية، وتعد هذه الشركة الأجرأ في عالم الطب والتكنولوجيا، نيورالينك هي شركة تكنلوجيا عصبية، حيث أنها مسؤولة عن دراسة ظاهرة عظيمة. في الواقع، تبحث شركة نيورالينك هذه في كيفية توصيل البشر بجهاز كمبيوتر من خلال شريحة يتم زرعها في أدمغتهم، وكشف "ماسك" عن فكرة زرع شريحة لاسلكية في دماغ الإنسان عن طريق حفر ثقب صغير في الجمجمة وإدخال خيوط رفيعة ومرنة من الأقطاب الكهربائية عبر أنسجة المخ، تهدف شركة نيورالينك التي يملكها إيلون إلى توفير إمكانية التفاعل مع الكمبيوتر دون تفاعل فعلي معه، وقد قامت بالكثير من التجارب على هذا، لكن الأجهزة التي صنعت لهذا الغرض لم تستطيع تقديم نطاق ترددي عالي وكان معدل نقل البيانات فيها بطيء.
بلا شك، فإن هذه التكنولوجيا الجديدة معجزة ونعمة إلهية للمرضى الذين يعانون من أمراض عصبية وعقلية، جسدية ونفسية، لأنها سوف تساعدهم على التطور والحركة وأيجاد حلول لكل المشاكل الجسدية، كما أن هذا الجهاز الجديد يمكن أن يقوي علاقة الإنسان بالكمبيوتر ويوفر طرق جديدة للتفاعل بينهم .
إستحواذ ايلون ماسك على تويتر، وما هي الخطة المستقبلية للموقع؛
تأسس موقع تويتر في يوم 21 شهر مارس عام 2006 من قبل جاك دورسي، ونوح غلاس، وبيز ستون وإيفان ويليامز، وبحلول عام 2012 تجاوز عددُ مستخدمي الموقع الـ100 مليون مستخدم ينشرون أكثر من 340 مليون تغريدة يوميًا، اما اليوم فقد وصل عدد المستخدمين إلى 321 مليون مستخدم، وزادت شهرته بشكلٍ كبير للغاية خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016 حيث أثبت الموقع فعليًا أنه مصدر الأخبار العاجلة حيثُ نُشرت أكثر من 40 مليون تغريدة متعلقة بالانتخابات، وفي 25 أبريل 2022، وافق مجلس إدارة تويتر على عرض إيلون ماسك الاستحواذ على المنصة في صفقة قيمتها 44 مليار دولار أمريكي، إلا أن صفقة شراء تويتر قد تم إيقافها مؤقتًا، وذلك بسبب الحسابات الوهمية، حيث كشف تقرير للشركة أنّ الحسابات الوهمية في الموقع تمثّل حوالي 5% من الحسابات النشطة يوميًا، وأشار ماسك أنه يشك في عدد الحسابات المزيّفة والوهميّة، وأنّ الصفقة سوف يتم تعليقها مؤقتاً حتى التأكد من الرقم الصحيح ومقارنته بما تم الإعلان عنه.
وبسبب هذا القرار فقد انخفضت أسهم موقع تويتر بحوالي 19% بعد التغريدة الخاصة بماسك، في الوقت الذي ارتفت فيه أسهم تسلا بحوالي 5%.
تجدر الإشارة إلى أنّ ماسك قد أعلن، الشهر الماضي، أنه وصل لاتفاق مع شركة تويتر للاستحواذ على الشركة مقابل 54.20 دولار أمريكي لكل سهم في صفقة تقدر بنحو 44 مليار دولار أمريكي، وسبق أن تعهد ماسك بمحاربةو الحسابات الوهمية على المنصة، وقال أنّه يريد جعل المنصّة أكثر أمانًا من ذي قبل، وإهتمامه بجعلها منصة أكثر إنفتاحا ومساحة للحرية الشخصية، وسوف يعمل على طرح بعض الميزات مفتوحة المصدر، وتقديم العديد من الميزات الجديدة.
تجدر الإشارة إلى أنّ ماسك قد أعلن، الشهر الماضي، أنه وصل لاتفاق مع شركة تويتر للاستحواذ على الشركة مقابل 54.20 دولار أمريكي لكل سهم في صفقة تقدر بنحو 44 مليار دولار أمريكي، وسبق أن تعهد ماسك بمحاربةو الحسابات الوهمية على المنصة، وقال أنّه يريد جعل المنصّة أكثر أمانًا من ذي قبل، وإهتمامه بجعلها منصة أكثر إنفتاحا ومساحة للحرية الشخصية، وسوف يعمل على طرح بعض الميزات مفتوحة المصدر، وتقديم العديد من الميزات الجديدة.
إلى هنا نكون قد انتهينا من قصة أحد ألمع العقول، وأنجح الناس، وأكثرهم تأثيرا، لذلك دعونا نتفق، أنه وبلا شك، قصة ايلون ماسك تستحق الإعجاب، ويجب علينا التعلم منها، ليس فقط لنصبح أغنياء، بل لنكون أشخاص أفضل، ونتمكن من ترك بصمتنا في هذا العالم، كما ينبغي علينا أن تتأكد أيضًا أنه لا يوجد أهداف لا يمكن الوصول إليها، أو أحلام مستحيلة، وأنه إذا كنت مقتنعًا بأنه يمكنك تغيير العالم، فستجد في النهاية طريقة لتحقيق ذلك.
تعليقك يهمنا صديقي القارئ أسفل المقال 👇👇
لا تنسى المتابعة المشاركة إذا أعجبك المنشور، حتى نستطيع تقديم الأفضل دائما.